الهيدروجين هو طاقة المستقبل

شهاب أحمد الفضلي

يعد ان تأكد وبشكل قاطع ان الطاقة تؤثر في مستوى رفاهنا اليومي وطريقة تصريف امورنا الحياتية، فضلا عن اتخاذها اهمية اكثر شمولا، تتعلق بمستقبل مجتمعاتنا، ومقدار التنمية الاقتصادية فيها.

لم يعد الاهتمام بالطاقة موضوعا يقتصر على الاكاديميين والمتخصصين وصانعي القرارات السياسية والاقتصادية، بل تعدى ذلك ليصبح مثار اهتمام الجميع وبعيدا عن مواقعهم الوظيفية والاجتماعية،

وبما ان العالم يعتمد النفط، والفحم، والغاز الطبيعي اساسا للطاقة اذا ما علمنا ان هذه المصادر تسهم بما مجموعه 92 بالمائة من الاستهلاك العالمي، وارتباط ذلك بالمخزون الاحتياطي، وازدياد الطلب على الطاقة، وما تؤدي اليه من مخاطر بيئية تهدد الحياة على الارض، لذا فان النتيجة المنطقية، ان اخذ العالم بالبحث عن مصادر بديلة على امل ان يعيش فترة انتقالية تمكنه الاستعاضة عن المصادر الاحفورية للطاقة بمصادر اكثر ديمومة واقل تلويثا للبيئة.
لقد ادى التطور العلمي والتقني الى تكوين قناعة عامة بالقدرة على ايجاد مصادر جديدة للطاقة وتقديم الحلول للازمات التي تواجه الانسانية وقد حظي الهيدروجين باهتمام واسع كوقود مستقبلي يرث انواع الوقود المعروفة في عصرنا كالبترول والغاز والفحم، اضافة الى تمتعه بمزايا مقارنة بانواع الوقود المتوفرة والبديلة منها، لانه يحتوي على كمية طاقة اكبر في وحدة الوزن مقارنة بالمحروقات الاخرى كالبنزين وزيت الديزل (الكاز) بما يعادل ثلاثة امثال القيمة الحرارية لاي منها، كما يمكن نقله بوسائل مختلفة في الصهاريج وخطوط الانابيب ما يسهل ايصاله الى المستهلكين ويجعله مادة مرغوبة فضلا عن انخفاض كثافته ولزوجته ما يعني امكان نقل احجام كبيرة منه، وخزنها وعدم تأثر خصائصه لفترات زمنية طويلة، هذه الميزات جعلت من الهيدروجين طاقة من دون منافس قياسا بالطاقات البديلة الاخرى كالهواء والشمس.. الخ، التي لايمكن نقلها من مكان الى اخر اللهم الا اذا قمنا بتحويلها الى شكل اخر من الطاقة كالكهرباء، والحرارة، مثلا كذلك فان هذه المصادر من الطاقة لاتتوافر بشكل دائم، اذ تختفي في احيان، فالشمس لاتتوفر الا في النهار مع اشتراط ان يكون الجو صحوا، اضافة الى عوامل اخرى.
ان ما يجعل الهيدروجين إنموذجا جميلا للطاقة في المستقبل يكمن في امكان الحصول عليه من الوقود الاحفوري والمصادر البديلة. وتؤمن مرونة الهيدروجين ونظافته انه سيحظى بمستقبل مشرق كوقود ملائم للحلول محل انواع الوقود المتوفرة حاليا وفي المجالات كافة.
ولكن يبقى ان اي تحول باتجاه الاعتماد على مصادر بديلة سيأخذ وقتا طويلا لاعادة تشكيل انماط الحياة الحالية باتجاه تقليل الاعتماد على المصادر الاحفورية وزيادة الاعتماد في الوقت ذاته على البدائل التي بدورها تستدعي من الدولة ومؤسساتها المعنية التنبه الى ان استخدام العائدات النفطية لاغراض التنمية والتطوير اصبح امرا ملحاً.


المصدر: http://www.alsabaah.com

Comments

Popular posts from this blog

خدمات الصيانة والفواتير الالكترونية

الاحتباس الحرارى سبب انتشار الأمراض المعدية فى مصر

برنامج يقوم بالكتابة على البروشور